الجالية العربية في لوتسيرن سويسرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجالية العربية في لوتسيرن سويسرا

تجمع الجاليات العربية في لوتسيرن سويسرا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
موقع الجاليات العربية في كانتون لوزيرن سويسرا يرحب بكم ويدعوكم للمشاركة مع أعضائه بالتفاعل البناء خدمتا لصالح المجتمع والروابط الأخوية والأسرية أهلا وسهلا بكم

 

 خطبتا عيد الأضحى المبارك في مسجد ـ إيبكون ـ لو سيرن بتاريخ ٢٦/١٠/٢٠١٢

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عزيز عبد المجيد الأركاني
مشرف الموقع
مشرف الموقع
عزيز عبد المجيد الأركاني


عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

خطبتا عيد الأضحى المبارك في مسجد ـ إيبكون ـ لو سيرن بتاريخ ٢٦/١٠/٢٠١٢ Empty
مُساهمةموضوع: خطبتا عيد الأضحى المبارك في مسجد ـ إيبكون ـ لو سيرن بتاريخ ٢٦/١٠/٢٠١٢   خطبتا عيد الأضحى المبارك في مسجد ـ إيبكون ـ لو سيرن بتاريخ ٢٦/١٠/٢٠١٢ Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 26, 2012 5:53 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه.
أَمَّا بَعْدُ:
يقول الله سبحانه وتعالى : يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون .
عباد الله : يخاطب الله المؤمنين خاصة .. في بداية الآية بقوله .. يا أيها الذين آمنوا ، حيث يأمرهم بتقوى الله عز وجل بقوله : إتقوا الله .. ولم يكتف بهذا بل عزز مفهوم التقوى ، وكيف ينبغي أن يكون ذلك بقوله : حق تقاته .. وكان يكفي أن يقول في سبيل ذلك : إتقوا الله ولكنه سبحانه أكد وبين لأهمية الأمر . ثم في نهاية الآية يطلب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين مرة أخرى أن لا يموتوا دون أن يكونوا مسلمين .
عجباً وكيف هذا ألم يخاطب الله ( المؤمنين حصراً ) في بداية الآية بصفتهم المؤمنين ، ومن ثم وفي نهاية الآية يطلب منهم أن لا يموتوا دون أن يكونوا مسلمين ، فكأنما الإيمان والإسلام شيئان مختلفان ، نعم أيها الإخوة الإيمان والإسلام مكملان بعضهما لبعض ومتلازمان ، حيث لا يكفي أن نكون مؤمنين فقط دون أن نكون مسلمين ، ولا يكفي كذلك أن نكون مسلمين دون أن نكون مؤمنين . قال تعالى : قالت الاعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .
أيها الإخوة : الإيمان أمر إعتقادي صرف ، وهو صلة بين العبد وربه ولا يطلع عليه أحد ، وهو أمر معنوي غير حسي ، لأنه وصف للباطن ، لذلك لا أحد من البشر يملك حق الشهادة على شخص بعينه بالإيمان من عدمه ، أما الإسلام فهو وصف للظاهر ويمكن إدراكه وإحساسه لأنه ترجمة فعلية للإيمان ويتمثل ذلك في تصرفات المرء من حيث عبادات ومعاملات وأخلاق وشرائع وأحكام ، وهي أمور مدركة وملموسة من الجميع ، لذلك يمكن للمرء أن يشهد له بالإسلام طالما أنه ملتزم بتلك الأمور، وفي حقيقة الأمر أن الإسلام هي حياة المسلمين في كافة جوانبها بما فيها الجوانب الإقتصادية والإجتماعية ، ومن أبرز مظاهر حياة المسلمين هي الوحدة بين أفراد المجتمع ... لذلك جاءت الآية الثانية لتؤكد على هذا الأمر العظيم لأنه من أبرز مظاهر الإسلام الحسية حينما قال : واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .. وهنا تظهر جلياً مفهوم الوحدة بين المسلمين وأهميتها في حياتهم .
أيها الإخوة : قد نكون مؤمنين ولكن من الصعب أن نقول نحن مسلمين اليوم حقاً للأسف وهكذا حال الأمة في كل مكان لأن مظاهر الحياة الإسلامية شبه معدومة في كثير من ديار المسلمين من حيث الإلتزام بقيم الدين تحليلاً وتحريماً وسلوكاً ومعاملات وأحكام ومبادئ وبخاصة فيما يتعلق بالحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق العباد ، كما أننا نفتقد الوحدة الإسلامية وفقاً لما يقتضيه معنى الآيتين السابقتين ، لذلك إبتليت الأمة بالفرقة والخلافات وبالتالي نجمت عنها الصراعات والحروب والتناحر والتقاتل في كثير من المجتمعات الإسلامية وبينما نحن نحتفل اليوم بالعيد في هذا اليوم السعيد فهناك إخوة لكم أصبحوا وقوداً للحروب الطاحنة حيث ترتكب فظائع و مذابح ضد أبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ من قبل أناس لا يراعون الدين ، ولا حرمة دم الإنسان ، كما هو حال الناس في سوريا ، وكذلك آخرون أصبحوا ضحايا العنف العنصري والإبادة الجماعية المتواصلة كما هو حال المسلمين في بورما وغيرهما كثير .
والمسلمون اليوم في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة ونبذ الفرقة عملاً بالآيتين السابقتين فما أجمل أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعًا تسوده المحبة والألفة بين أفراده، لا شحناء ولا تباغض بينهم. ونحن بدورنا في مجتمعنا الإسلامي الصغير وفي هذا البلد الجميل الآمن المستقر والمزدهر فما أهوجنا اليوم لتعزيز أواصر الوحدة والأخوة والإلتزام بقيم الدين في كافة شؤوننا الخاصة وفقاً لما يتضمنه معنى الآيتين السابقتين لأن الأخوّة الإسلامية نعمة من أعظم النعم التي أنعمها الله علينا كمسلمين ، وذلك من منطلق رابطة الدين بين أفراد مجتمعنا ، لذا نحن في حاجة إلى ترسيخ هذه الرابطة الإيمانية ، حتى نكون مسلمين حقاً ، كما أنها مسؤولية مضاعفة على عواتقنا لإبراز محاسن ديننا الإسلامي الحنيف ورسالته السمحة تجاه البشرية كافة وبخاصة في مثل هذه المجتمعات التي طالما تنظر إلى الإسلام وقيمه بهواجس معينة لاعتبارات ظرفية وآنية. وقد يقول قائل أننا مجتمع صغير لا دور له على واقع الحياة في مثل هذه المجتمعات المتحضرة .. فنقول أن قوة الإسلام لا تكمن في عدد أفراده بقدر ما تكمن في جمال قيمه ومبادئه .. فهذه قصة يرويها لكم الشيخ محمد حسان حفظ الله حيث قال :
في شهر رمضان إحدى السنوات الماضية التقيت برئيس جمعية شرطة المسلمين فى أمريكا، وهو ضابط أمريكى الأصل، فدار بينى وبينه حوار طويل، حيث بدأت حوارى بسؤال فقلت له: كيف أسلمت ؟! وتعجبت كثيراً حينما قال لى بأنه كان قسيساً متعصباً لدينه، ويقول: لقد قرأت القرآن - أى الترجمة - وقرأت عدداً لا بأس به من أحاديث صحيح البخاري وغيره و السبب في ذلك فقد ذهبت يوماً إلى زميل لي وهو أمريكي مسلم أبحث عنه لأمر عاجل فقيل لي : إنه بالمسجد، فأشطت غضباً فدخلت المسجد لأنادي عليه وأنا تحث تأثير ثورة الغضب ، وبينما أنا بباب المسجد سمعت الآذان ، وبمجرد أن سمعته خمدت ثورة الغضب لدى ونزل على برداً وسلاماً ويقول: لقد هزت كلمات الآذان أعماقي وشعرت بتغيير كبير فى داخلي دون أن أفهم معانيها ومدلولاتها ، لا أستطيع أن أعبر لك عنه ، ثم نظرت إلى المسلمين وهم يصلون ويقومون معاً ويسجدون معاً، وأنا أنادى على زميلى وهو لا يرد علىَّ بأية صورة أو إيحاء ، فلما فرغ من الصلاة قلت له: أنا رئيسك فى العمل وأنادى عليك وأنت عسكري تعرف معنى الإنضباط بالمفهوم العسكري، فلم لا تجيبنى ؟! قال: أنا في الصلاة بين يدى ربى جل وعلا فلا أجيب لأحد إلا هو، فأحسست بسلام عميق في صدري لهذه الكلمات القوية الخارجة بكل ثقة وإطميئنان من فهم رجل يعرف معنى الإلتزام بدينه مما تعاظم في نظري الإسلام . وعليه قلت لزميلى: ماذا تصنعون إن أردتم أن تدخلوني في الإسلام ؟! فأمرني بالإغتسال، فاغتسلت وخرجت إلى صحن المسجد، فشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. فانظروا أيها الإخوة موقف عابر مثل هذا يجعل من ضابط كبير يدخل في الإسلام وهنا يكمن جمال الإسلام وقيمه .. وتصورا أين هو .. في أكبر دولة حضارية على وجه الأرض ، لذلك لا تيأسوا ولا تنهزموا نفسياً وأبرزوا محاسن دينكم للمحيط الذي تعيشونه وذلك بالإلتزام بالقدوة الحسنة للأخرين .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة المسلمون : إن دينكم الإسلام دين عظيم ورسالته عالمية الصفة ويحمل في طياتها النور والهداية للبشرية كافة فلا تفرطوا فيها ..ومن أجمل ما فيها إنها جاءت لتوحيد الأمم والشعوب وليس للتفريق بينهم كما زعموا ، وأن مبدأ المساواة بين البشر الذي نادى به الإسلام هو أساس الوحدة بين الشعوب والأمم ، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير [الحجرات:13]. فهذا إعلام من رب العالمين إلى جميع الناس بأن أصلهم واحد ومرجعهم واحد فقد خلقهم جميعا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وهما آدم وحواء عليهما السلام و مثل هذا ورد في قوله تعالى في أول سورة النساء: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء.. وهذا التنوع في الأنساب وفي الألوان وفي الألسنة ، ومثله التنوع في الطبائع وفي الأخلاق وفي الثقافات وفي المواهب ، الهدف منه التعارف والوئام والتعاون ، للنهوض بجميع التكاليف والوفاء بجميع الحاجات وإلا لا تفضيل لجنس على جنس ولا للون على لون ولا لشعب على شعب ولا لقبيلة على قبيلة ، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم بنو آدم وآدم من تراب))(2)[2]، وهذا تأكيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين أن الناس جميعا في أصلهم وفي شرفهم وفي عنصرهم ينتسبون إلى أصل واحد هو الطين والتراب.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله : يقول الله تعالى : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]. أي أن الله لم يخلقنا عبثاً وإنما خلقنا لأجل غاية واحدة ألا وهي عبادته سبحانه وتعالى وطاعته ، ولذلك نحن مأمورون بعبادته ، فقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]، وقال تعالي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]،
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على عباده؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((حقه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((حقهم عليه أن لا يعذبهم)). رواه البخاري ومسلم .
عباد الله : إن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم أوصى أمته قبيل وفاته بالصلاة قائلاً : ((الصلاة الصلاة وما وملكت أيمانكم))، أي: لا تضيعوا الصلاة فهي الصلة بين العبد وربه، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادة لذلك فحافظوا عليها ، كما أدوا فرائض دينكم الأخرى من صيام وزكاة أموال وقوموا للحج إن كنتم مستطيعين .

أيها الإخوة المسلمون : إلتزموا بخلق الإسلام : فحقيقة خلق الإسلام على الإجمال ، هي بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه، وتحمل الأذى ، و أما على التفصيل: هو كلّ ما أمر الله به، وترك كلّ ما نهى الله عنه، كالتقوى والإخلاص والصبرِ والحلم والأناة والحياءِ والعفّة والغيرة وبرّ الوالدين وصلة الأرحام وإغاثة الملهوف والشجاعة والكرم والصدق وسلامة الصّدر والرّفق والوفاء وحسن الجوار والتواضع والتحمّل والسماحة و العفو، وتحمل الأذى من الخلق، والرحمة بهم، والشفقة عليهم، وقضاء حوائجهم، ومجانبة المكر والخديعة ومجانبة الغدر والخيانة ومجانبة الفواحش والمنكرات وخبائثِ المآكلِ والمشارب و مجانبة الكذب والبهتان والشحّ والبخل والجبن والرّياء والكبر والعجب والظلم والعدوان والحقد والغلّ والحسد والبعد عن التّهم ونحو ذلك.
فيا أخي المسلم : أحسن إلى الوالدين، أحسن صحبتهما، وأحسن برَّهما، فإن ذلك من واجبات الإسلام، وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَـاناً [النساء:36].
صِلِ الأرحام واحذر قطيعتها، فإن صلتها من الإيمان، والرحم معلقة بالعرش .
أكرم الجار، وكفّ الأذى عنه، وفي الحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره))
احفظ حقوق الناس، وإياك والتهاون بها، واحذر أن تلقى الله بمظالم العباد، وأدِّ الحقوق الواجبة عليك ، وإبتعد عن أذية خلق الله بأية صفة كانت .
ويا أيها الشباب : أن أمل الأمة معقود في هممكم فكونوا على مستوى المسؤولية الملقاة على عواتقكم ، ولا تضيعوا حياتكم في لهو ولعب وطيش ، وانتهزوا الفرصة المتاحة أمامكم لخدمة مجتمعكم وأمتكم ، وإن رحلة الحياة قصيرة للغاية ، فِأدوا ما ما أوجب الله عليكم من الفرائض والواجبات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .. ذكر منهم شاب نشأ في عبادة الله .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيتها الأخت المسلمة، اتقي الله في نفسك وحافظي على ما أوجب الله عليك في دينك ، وتخلقي بأخلاق الإسلام وحافظي على تلك الأخلاق الكريمة ، وتمسكي بما كنت عليه من عفة وحشمة وكرامة وأنك في مثل هذه البيئات في إمتحان عظيم ، وحافظي على أمانتك وما استرعاك الله عليه من حقوق الزوج، ، و ربّي أبناءك على التربية الإسلامية، وعوّديهم على طاعة الله وأداء الصلوات، وعوديهم على الصدق والأمانة ومكارم الأخلاق، وحذريهم من الكذب والخداع والسرقة فهم أمانة في أعناقك، ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [التحريم:6] . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت))

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه الكريم وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الحمدُ لله ربِّ العالمين، أحمده سبحانه وأشكره على فضلِه ونعمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
عباد الله : هذا اليوم يوم عيد، أعني عيد الأضحى المبارك، وهو يوم فرح وسرور ، وأحد اليومين اللذين جعلهما الله عيداً للأمة الإسلامية ، فللمسلمين عيدان في كل عام: عيد الفطر وعيد الأضحى. قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى))[1].
عباد الله : إن الله سبحانه وتعال شرع لنا في هذا اليوم صلاة العيد، وشرع لنا التكبير تعظيماً له جل وعلا، وثناءً عليه قال تعالى : وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في العيدين؛ أنه كان يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الأضحى، وكان يخرج في عيد الأضحى قبل أن يأكل شيئاً، بخلاف عيد الفطر فإنه كان يأكل تمرات كما أخبر أنس رضي الله عنه .
وكان يخرج لابساً أحسن الثياب ، متطيباً بالمسك، يمشي بسكينة ووقار، يكبر ربه ـ تبارك وتعالى ، وكان عليه الصلاة والسلام يخرج للعيد من طريق ويعود من طريق آخرى.
وكان إذا وصل إلى المصلّى يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى قبل القراءة سبع تكبيرات منها تكبيرة الافتتاح، ثم يقرأ الفاتحة: وسَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]. وفي الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة: وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(9)[الغاشية:
وكان إذا انتهى من الصلاة، وقف على راحلته مستقبلاً الناس، وهم صفوف جلوس، فخطبهم بخطبة جليلة، يبين فيها أسس العقائد والأحكام، ويأمر المسلمين بالصدقة، ثم يتوجه إلى النساء فيخطُبُهن، ويذكرهنّ.
عباد الله، يسن إذا رجع الإنسان من المصلى يوم الأضحى أن يبدأ قبل كل شيء بذبح أضحيته إن كان مستطيعاً فيسمي ويكبر، ويذبح الأضحية وهذه سنة نبيكم إن كان متيسراً .
إذ أنها قربة إلى الله تعالى في هذا اليوم العظيم، فإذا ذبحتها فإن السنة أن تأكل ثلثها، وأن تتصدق بثلثها، وأن تهدي ثلثها، وإن فعلت غير ذلك فالأمر فيه سعة، ولكنه خلاف للأولى.
والأضحية ـ يا عباد الله ـ لابد أن تختار، وأن تصطفى؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، فلا تجزئ العوراء البيّن عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء البين عرجها، ولا الهزيلة، ولا العضباء، التي كسر النصف من قرنها أو أكثر، ولا ما قطع نصف أذنها أو أكثر.
فاذكروا الله على ما هداكم، وكبروه ـ سبحانه وتعالى ـ واحمدوه على النعم الجليلة.

عباد الله : هذا يوم عيد لكم فاجعلوه عيداً لإخوانكم المستضعفين بالعطف على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وبالإحسان إلى خلق الله أجمعين في أي مكان ، وضمِّدوا جراحهم ، وفرّجوا كرباتهم . وإن العيد لمناسبة عظيمة لتأليف القلوب وإصلاح ذات البين ، فمن كانت له خصومة مع أخيه المسلم فليبادر إلى التسامح منه والعفو عما بدر منه، فخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
أسأل الله رب العرش عظيم أن يجعله عيد خير وبركة، وأن يعيده علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، في عز للإسلام والمسلمين، إنه على كل شيء قدير.
اللَّهُمَّ إِنا عَبِيدُكَ وَأبناء عَبيدِكَ وَأبناء إماءكَ، نواصينا بِيَدِكَ، مَاضٍ فينا حُكْمُكَ، عَدْلٌ ففينا قَضَاؤُكَ، نَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قلوبنا وَنُورَ صدْورنا وَجلاءَ أحزاننا وَذَهَابَ همومنا. اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْناُ مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْنا مِنْهُ وَمَا لَمْ نعْلَمْ.
هذا وعلموا يا عباد الله ، إن الله أمرَكم بأمر قد بدأ فيه بنفسه فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله .. وارض اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وأحم حوزة الدين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، اللهم اغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم. اللهم اقض الدين عن المدنين واشف مرضانا ومرضى المسلمين إنك أنت الرحمن الرحيم يا رب العالمين ، اللهم أكتب الأمن والسلام لعبادك أجمعين ، اللهم أحفظ لهذه البلاد أمنها ورخاءها وإزدهارها واجعلها عوناً للفقراء والمستضعفين في كل مكان ، اللهم كن للمستضعفين من عبادك في سوريا وبورما وغيرهما من بلدان المسلمين عوناً ونصيراً وارفع عنهم الظلم والقتل والتشريد ، وارحم موتاهم وشهداءهم وخذ بيدك كل الجبارة والطغاة أخذ عزيز مقتدر ،}رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ** رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار"
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ؛ يعظكم لعلكم تذكرون . وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون .
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر .. والله يعلم ما تصنعون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبتا عيد الأضحى المبارك في مسجد ـ إيبكون ـ لو سيرن بتاريخ ٢٦/١٠/٢٠١٢
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجالية العربية في لوتسيرن سويسرا :: الجالية الروهنجية في سويسرا ـ عزيز عبد المجيد الأركاني ـ ناشط حقوقي روهنجي (أراكان ـ بورما )-
انتقل الى: